أخبار
كرزاي يدعو أمريكا والعالم الإسلامي للعمل معاً لتشجيع التسامح ومشاركة الموارد والمعرفة لتحقيق الرفاه

الدوحة في 09 يونيو / قنا
دعا فخامة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكيّة والغرب عموماً إلى العمل معاً لاستئصال التطرّف من جهة وتصحيح النظرة المُعادية للإسلام في الغرب من جهة ثانية وتشجيع التسامح وحلّ النزاعات التي تؤجّج مشاعر الكراهيّة بين الطرفين.
وقال فخامته "العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مصالح الجميع"، منبّهاً إلى "أن الطرفين لن يتمكنا من تحقيق الأهداف والوصول إلى الرفاه في العالم الإسلامي بدون التعاون ومشاركة الموارد والمعرفة ووسائل التقدّم والازدهار".
جاء ذلك في كلمة للرئيس الأفغاني خلال حفل الافتتاح الرسمي لمُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي في نسخته العاشرة والذي بدأ أعماله بالدوحة اليوم بحضور نخبة متميّزة من صانعي السياسات والفكر لمناقشة العديد من القضايا في المجالات المختلفة والتطوّرات الراهنة في المنطقة.
وتقدّم فخامة الرئيس كرزاي بالشكر والتقدير لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المُفدّى الذي يرعى هذه المؤتمرات "الجيّدة لدولة قطر والعالم الإسلامي عموما".
وتطرّق فخامته إلى الكثير من القضايا الهامة ذات الصلة بموضوع العلاقات بين أمريكا (والغرب عموماً) والعالم الإسلامي من جهة أخرى وركز على القضية الفلسطينية والحرب على الإرهاب وتأثير ذلك على العلاقة بين الطرفين.
وأشار الرئيس كرزاي إلى"أن الولايات المتحدة سعت عقب الحرب العالمية الثانية إلى التقرّب من العالم الإسلامي إلا أن القضيّة الفلسطينيّة شوّهت هذا التقارب".
ونبّه إلى أنه على الرغم من المشكلة الفلسطينيّة وجهود الحصول على دولة مستقلة ورغم الأحداث حول العالم إلا أن المسلمين والولايات المتحدة والغرب عموماً ساعدوا الأفغان على مواجهة الاجتياح السوفياتي لأفغانستان.
وتطرّق فخامة الرئيس الأفغاني إلى الظروف التي تلت نجاح الأفغان في مواجهة الاتحاد السوفياتي والتطوّرات التي حدثت بعد ذلك ودخول قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أفغانستان عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وجهود الحكومة الأفغانيّة في إرساء الديمقراطيّة وتعزيز الحرّيات وتوفير التعليم وغيره من الخدمات.
غير أن فخامة الرئيس الأفغاني نبّه إلى أن الحرب على الإرهاب التي بدأت عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والمستمرّة حتى الآن لم تكن حدثاً سعيداً بالنسبة للأفغان أو المنطقة.. مُشيراً إلى أن نتائج هذه الحرب تخطت أفغانستان.
وقال "السؤال الذي أطرحه دائماً على الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرؤساء في الغرب عموماً هل نجحنا في شنّ حرب على الإرهاب؟ ومن هم الإرهابيّون؟ وهل كان الإرهاب موجوداً في القرى والمنازل الأفغانيّة؟وهل تمكنا من التوصّل إلى معاقل الإرهاب والقضاء على التطرّف في العالم الإسلامي أم قمنا بتشجيع هذا التطرّف؟".
وتابع فخامته "الجواب هو أن العالم الإسلامي رأى المزيد من التطرّف من باكستان وأفغانستان ونيجيريا وصولاً إلى مالي".. وتساءل "هل هذه هي النتيجة غير المرغوبة للحرب على الإرهاب كما يقول البعض أم أن هذه الحرب مقصودة من أمريكا والغرب؟".
كما تساءل  الرئيس الأفغاني "هل الحرب على الإرهاب حقاً موجهة ضد الإرهاب؟"، وقال "إذا كانت هذه الحرب قد ولدت المزيد من التطرّف في العالم الإسلامي، فهنالك أمر لم يتمّ بشكل صحيح".. مُضيفاً "هذا هو السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا اليوم خصوصاً وأن الشبان في العالم الإسلامي يعتقدون أن التطرّف مدعوم من الغرب".
وتابع "إذا لم تكن تلك رغبة الغرب فعليه أن يشرح للعالم الإسلامي الخطأ الذي وقع وما الحلول التي يجب اعتمادها.. ويبيّن نواياه الواضحة وأهدافه".
وفي سياق متصل طالب فخامة الرئيس كرازي الولايات المتحدة والغرب بأن يشرحوا للعالم الإسلامي إذا ما كانت أمريكا أظهرت حياداً إزاء القضية الفلسطينيّة، وقال "أنا أريد أن تعيش إسرائيل وشعبها في إطار دولة وأريد أيضاً أن تكون هذه الحقوق للشعب الفلسطيني".
وتابع "من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش بسلام وازدهار وأن يتمتع بدولة مستقلة". "وتساءل: هل قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بوضوح وبحياد بشرح هذه النظرة للعالم الإسلامي".
ولفت الرئيس حامد كرزاي إلى أن العالم الإسلامي يُواجه اليوم اضطرابات عدّة من باكستان إلى نيجيريا وتساءل هل يقع هذا التطرّف على عاتق الغرب أم أن هناك بعض العناصر التي تدعم ذلك؟.
وأكد الرئيس كرزاي "أن هناك الكثير الذي يجب علينا أن نصحّحه داخل المجتمعات الإسلامية وذلك من خلال تعليم أولادنا التكييف مع البيئة المتغيّرة وتربيته على التسامح تجاه العالم وتجاه الديانات الأخرى".. مطالباً في الوقت ذاته الغرب بشرح الكثير من النوايا الحسنة تجاه العالم الإسلامي.
وقال "إن الغرب اليوم لا ينظر إلى العالم الإسلامي من منظور استعماري بل إنهم يتمنون كل الخير للعالم الإسلامي وعلينا العمل معاً لتعزيز التسامح"، مُضيفاً "الولايات المتحدة والغرب سيقومون بالكثير لمصلحتنا فهم يشكلون قوى كبيرة اليوم ولديهم وقع كبير".

واستطرد قائلاً "يجب أن نقوم بالكثير من فلسطين وتطلعات شعبها إلى رفاه المسلمين في العالم وصولاً إلى عملنا معاً لاستئصال التطرّف في المجتمعات الإسلامية ولتصحيح كره المسلمين في الغرب والطريق ما تزال طويلة
 
المنظمون