أخبار
مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي يُناقش دور الثقافة في التغيير السياسي

الدوحة فى 10 يونيو (قنا)
تواصلت صباح اليوم بفندق الريتز كارلتون أعمال مُنتدى أمريكا والعالم الاسلامي العاشر بعقد جلسة العمل العامة الثانية تحت عنوان "فرض السياسة والثقافة: الفنون والصراع والأمن".
وتناول المُتحدّثون في هذه الجلسة التي أدارتها السيدة سينثيا شنايدر، زميل أول غير مقيم بمشروع العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي في مؤسّسة بروكنجز بأمريكا، التفاعل بين الثقافة والسياسة ودور الثقافة والفنون والرسوم في التغيير السياسي المنشود وفي تشكيل المجتمع  وتجسيد اهتمامات عامة الناس وانشغالاتهم المجتمعيّة والسياسيّة.
كما تطرّق المُتحدّثون إلى دور الثقافة في تعزيز التفاهم بين الشعوب وفي تقليص فجوة الخلاف والاختلاف بين الشعوب ومكوّنات المجتمع خاصة في البلدان الإسلامية حيث تضطلع الثقافة بدور مهمّ في عمليّة التغيير.
وقدّم السيد ماني علي أنصار، وهو موسيقار من جمهوريّة مالي، شرحاً عن فكرة "مهرجان الصحراء " الذي أسّسه في مدينة تمبكتو في شمال البلاد بعد الحرب الأولى هناك 1999 -2001.
وقال إن المهرجان هدف إلى الاحتفال باتفاقيّات السلام وعودة الاستقرار للبلاد بعد هذه الحرب.. وتطرّق في سياق ذي صلة إلى الحرب الأخيرة في بلاده وأثرها السيئ على الفنون والموسيقى التي قال إنها أداة للتعريف بتاريخ وتراث وحضارات الشعوب.
وأشار إلى ما أسماه بالعلاقة اليوميّة والوثيقة بين الفنون وحرّية الكلمة والتعبير عن الآراء والأفكار من حيث توجيه النقد والسعي نحو الإصلاح وانعكاسات كل ذلك في إحداث التغيير السياسي.
ونوّه أنهم كفنانين قاوموا المُعتقدات الخاطئة عن الموسيقى التي أثيرت خلال الحرب الجارية الآن في شمال مالي  من خلال إقامة العديد من الفعاليّات خارج بلادهم والمعروفة بـ"مهرجان المنفى". وأضاف إنهم يدافعون عبر الموسيقى عن القيم التي يؤمن بها المجتمع ويحاولون ترجمة السياسة بطريقة مخالفة فنيّاً بما يؤدّي إلى السلام ونشر ثقافة التسامح.
 ورحّب بدور الأسرة الدوليّة في إنهاء الحرب في بلاده والعمل على إعادة بنائها وتهيئة الأجواء لانتخابات تفضي إلى حكومة شرعية تضمن السلام والأمن والاستقرار في مالي.
من ناحيتها تحدّثت السيدة سلطانة صديقي رئيسة إحدى المحطات التلفزيونيّة في باكستان عن صعوبة الأوضاع بالنسبة لعمل المرأة  في رئاسة وإدارة محطة تلفزيونيّة واسعة الانتشار في الفترة التي تولت فيها هي رئاسة محطة وشركة إنتاج تلفزيونيّة باكستانيّة "هم" إبان حقبة الرئيس السابق برويز مشرف.
وقالت إنه كان على المرأة أن تثبت جدارتها وذاتها فضلاً عن بعض القيود الاجتماعيّة، ونوّهت أنه بعد مضي سنوات على إطلاق المحطة، فإنها تحقق اليوم النجاح تلو النجاح.
واستعرضت القضايا والمواضيع التي تعالجها المحطة ومنها مشاكل المجتمع خاصة تلك التي تعنى بالمرأة وجرائم الشرف وتهميش الفتيات وغير ذلك من البرامج الدراميّة الهادفة والمُسليّة  التي تسهم في تمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً وتوصيل الرسالة المطلوبة والإيجابيّة التي تثير عواطف الناس  وتؤثر إيجاباً في تفكيرهم واهتماماتهم.
وشدّدت على أن وسائل الاعلام أدوات بالغة القوّة لتغيير المجتمعات نحو الأفضل.
أما السيد نيكامانغ كوسر، مصمّم رسوم كارتونيّة إيراني، يعيش في الخارج حالياً فتحدّث عن مغزى رسمه للسياسيين في شكل حيوانات المزرعة بأسلوب نقدي هادف حسب رأيه يستجيب لرؤى المجتمع.
ورأى أن السياسيين ليسوا مُقدّسين، وبالتالي فهم مُعرّضون للنقد، وأنه حاول استفزازهم دون إهانتهم بلغته الخاصة. وأشار إلى أن معظم الإصلاحيين في بلاده لم يحققوا أهدافهم وأنه يحاول من خلال رسوماته الوصول إلى الإصلاح المطلوب.
واعتبر الرسوم الكاريكاتوريّة صوتاً من لا صوت له وأنه من خلالها يستطيع كل إنسان أن يوجّه النقد للسياسيين ويسخر منهم أيضاً لكن دون أن يذكرهم بأسمائهم.
وأكد على أن لدى الفنانين والموسيقيين ورسّامي الكاريكاتور حق التعبير عن آرائهم لكن عليهم التحلي بالمسؤولية واحترام هويّة ومُعتقدات الآخرين الدينيّة.
في نهاية الجلسة جرت مُناقشات ومُداخلات مُستفيضة حول مضامينها وما تناوله المُتحدّثون فيها لا سيّما من حيث العلاقة بين الثقافة والسياسة والرسالة التي تعكسها الثقافة والرسوم والفنون وإن كانت أحياناً مُبطنة من أجل التغيير والإصلاح.

 بعد هذه الجلسة، بدأت مجموعات العمل المُنبثقة عن المؤتمر جلساتها المُتخصّصة والتي ستستمرّ حتى نهاية برنامج اليوم.
 
المنظمون