أخبار
مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي يدعو إلى التسامح الديني والإصلاح ودعم السلام والاستقرار

الدوحة في 11 يونيو (قنا)

 

اختتم مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي العاشر أعماله اليوم بفندق الريتز كارلتون بإعلان مجموعة من التوصيات التي تمخّضت عن مجموعات العمل المُنبثقة عنه والتي تُعنى بالتداخل بين حرية التعبير والحرّية الدينية والتغيّر الاجتماعي ومنع الانهيار الاقتصادي وتعزيز النمو الشامل في مصر وتونس وتعزيز أوجه التآزر في النهوض بحقوق المرأة في ظلّ مرحلة الصراع بالدول الإسلاميّة بالإضافة إلى مجموعة الدبلوماسيّة والدين: السعي للمصالح المُشتركة والمُشاركة في عالم ديناميكي.


وقد خلصت مجموعات العمل بالمُنتدى في مجملها الى عدد من التوصيات أبرزها الدعوة إلى التسامح الديني وتشجيع الحكومات على إجراء الإصلاحات بطريقة شفافة وإشراك الرأي العام في القرارات بهدف التوصّل للتنمية والعدالة وإرساء اقتصاد قوي ومُكافحة الفساد وإشراك المرأة في النشاط الاقتصادي في إطار متوسّط الأمد.
وتضمّنت التوصيات أيضاً ضرورة تقديم مُساعدات أكبر للدول في مرحلة الانتقال من خلال زيادة التنسيق والشراكات وتبادل المعارف والخبرات معها.


وأوصى المُنتدى كذلك بسنّ القوانين ووضع المعايير الثقافيّة واعتماد مُقاربات تشجع مُشاركة المرأة سياسيّاً في الشأن الاقتصادي وإحداث التغيير الاقتصادي المنشود وفقاً لسياق كل دولة.
كما تمّت التوصية بأهمّية العمل من أجل إيجاد مصالح مُشتركة في هذا العالم دائم التغيير وزيادة التنسيق الديني والدبلوماسي لدعم السلام والاستقرار وقيم حقوق الإنسان، فضلاً عن دعم عمليّة السلام في الشرق الأوسط لتحقيق مبدأ قيام الدولتين.


وأشادت السيّدة تمارا كوف مان مدير مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط بمؤسّسة بروكنجز الأمريكيّة بالدعم الكبير الذي وفّرته دولة قطر أميراً وحكومةً وشعباً لهذا المُنتدى منذ انطلاقته الأولى وحتى الآن، مُضيفة في هذا الصدد، أنه " لولا دعم حضرة صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ورؤية سموّه الحكيمة لما حقق المُنتدى كل هذه النجاحات التي توصلنا إليها ".
وقالت في الكلمة التي ألقتها في الجلسة الختاميّة "إن المُنتدى يُعتبر استمراراً لجهود سابقة فيما يتصل بالعلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي واستكمالاً لعمل مشابه يأتي مستقبلاً، مُعربة عن أملها في تواصل التعاون بين الجميع لتحقيق الفائدة المرجوّة.


وأعلنت أن المُنتدى القادم سيُعقد في العاصمة الأمريكيّة واشنطن، مُتمنّية أن يكون فرصة لمزيد من النقاشات البناءة التي تفيد الجانبين الأمريكي والإسلامي كما هو الحال بالنسبة للمُنتديات التي تعقد في الدوحة.
وكان مُنتدى أمريكا والعالم الإسلامي قد عقد وخلال برنامج يومه الأخير جلستين عامتين تناولت إحداهما الآثار الجانبية للأزمة في سوريا وتأثيراتها على الإقليم وحذّر فيها عدد من المُشاركين من انتقال الأزمة إلى بعض الدول المُجاورة مما يُهدّد أمنها ويحدث الفوضى فيها، وأكدوا في الوقت ذاته أن الحلّ الدبلوماسي والسياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة.


كما تناول البعض على صعيد آخر مسيرة السلام في الشرق الأوسط والعراقيل التي تحول دون التوصّل إلى حلّ الدولتين .
وأعرب المُتحدّثون كذلك عن أملهم في أن يشكل مؤتمر جنيف الثاني فرصة مواتية لإيجاد حلّ سريع للأزمة السوريّة، وطالبوا الأسرة الدوليّة بالضغط على الطرفين لحضور هذا المُنتدى وبإحداث التوازن المطلوب في المُفاوضات والعرض لتحقيق الهدف والمتمثل في وقف الحرب وإنهاء مُعاناة الشعب السوري.
وأكد السيد حسام حافظ وهو دبلوماسي سوري سابق أن الثوار يُسيطرون على معظم الأراضي السوريّة وأن ما يتراوح بين 60 إلى 70 بالمئة من منطقة حلب وريفها تحت سيطرة الجيش الحرّ، مُستبعداً في الوقت ذاته استطاعة النظام استرجاع هذه الأراضي الشاسعة.


وحذّر من أنه إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من وقف النظام السوري من الاستمرار في هذه الحرب فإن الفوضى ستعمّ المنطقة وأن المزيد من الجرائم سترتكب بحق الشعب السوري، مُعتبراً التحرّك السريع لإنهاء الأزمة واجباً قانونيّاً يجب الاطلاع به فوراً.
ودعا في هذا الصدد تطبيق العديد من الآليات لإجبار النظام على وقف الحرب ومن ذلك إنشاء منطقة حظر للطيران على الأراضي السوريّة.
من ناحيته أكد السيد صائب عُريقات أن الموقف الفلسطيني من النزاع فى سوريا حيادي. وأضاف أن "لدينا آلاف الفلسطينيين في سوريا ولا نريد منهم مُغادرتها ولدينا 1400 طالباً في الجامعات السوريّة، فنرى تأثير الأزمة علينا ونحاول أن نسيطر على هذا التاثير".
وقال عُريقات في الجلسة التي ناقشت الأزمة السوريّة وتأثيراتها على الإقليم، "إن الولايات المتحدة ترغب في إيجاد حلّ للأزمة السوريّة حتى لا تمتدّ تأثيراتها إلى لبنان والأردن".
ونوّه بأن أمريكا ملّت من الحروب وترغب في الانتقال من الحلول الممكنة إلى الحلول العمليّة، مؤكداً أن الحلّ قد تأخر من أجل التوصّل إلى حلول للأزمة في سوريا.
وتطرّق عُريقات إلى الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكيّة ممثلة في وزير الخارجيّة جون كيري، وشدّد على أن الفلسطينيين همّ من يُعاني أكثر إذا فشل كيري في مهمّته. وتابع قائلاً "قدّمنا لكيري كل ما طلبه منا وأطلعناه على مواقفنا من قضايا الأمن والقدس واللاجئين وغيرها، لكن إذا أردنا استئناف المُفاوضات علينا أن نرى بوضوح أجندتها، نحن لسنا ضدّها ولكن نرغب في معرفة جدول أعمالها وتفاصيله".


واتهم المسؤول الفلسطينى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعرقلة التفاوض، وقال إننا لا نعرف خارطة طريق نتنياهو وقد سُئل كيري هذا السؤال. وعبّر عن أمله في نجاح وزير الخارجيّة الأمريكي في مساعيه وتقديمه للفلسطينيين ما يحتاجونه بالعودة إلى حدود 1967 التي يرفض نتنياهو التفاوض بشأنها .
وشدّد على أن العودة لحدود 67 ليست شرطاً فلسطينياً بل هي التزامات وخيارات تمحورت حولها العديد من الاتفاقيات .
وحدّد عُريقات عدداً من عوامل سياسات الرئيس الأمريكى باراك أوباما في المنطقة ومنها ضمان أمن إسرائيل ومُساعدة حلفاء أمريكا ومُكافحة الإرهاب والتطرّف والمُساعدة العسكريّة والمُساعدة في الإصلاح والديمقراطيّة والنفط ومنع إيران من الحصول على القوّة النووية.. ودعا من جديد إلى حلّ الدولتين والعودة إلى حدود 67 .
من ناحيته قال السيد توماس بيكرينغ، الدبلوماسي الأمريكي السابق، نائب رئيس مؤسّسة " هيلز أند كومباني" في الولايات المتحدة، إن أياً من طرفي النزاع فى سوريا لن يُحقق نصراً عسكريّاً. وأعرب عن قلقه لاستمرار الأوضاع على ما هي عليه في سوريا، داعياً إلى تقديم الدعم لضحايا الحرب.


ورأى أن وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى لبدء المُفاوضات. وأهاب بما أسماه اللاعبين الأساسيين في الأزمة السوريّة بذل المزيد من الجهود لإنهاء الأزمة. وقال إن مؤتمر جنيف الثانية يجب أن يضع الترتيبات المستقلة اللازمة لحكومة انتقاليّة في سوريا ليُقرّر الشعب السوري لاحقاً إجراء انتخابات حرّة تحت إشراف دولي .
ولفت إلى أن الوضع صعب للغاية في سوريا وأن النتائج المتوقعة من الجهود المبذولة تبدو ضئيلة. وقدّم عدّة اقتراحات وأفكار لحلول دبلوماسيّة بالإضافة إلى إقامة منطقة حظر للطيران هناك.
اما الدكتور فيتالي نعومكين، مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديميّة العلوم الروسيّة، فقال لدى حديثه عن الأزمة السوريّة أن بلاده ليس لها تأثير كبير على الرئيس السوري، لافتاً إلى أن ما يتردّد بهذا الشأن أمر مُبالغ فيه .
ورأى ان الحلّ الأمثل للأزمة فى سوريا هو الحلّ الدبلوماسى المُتفاوض عليه، داعياً فى هذا السياق إلى الذهاب لجنيف دون شروط مُسبقة، مُعتبراً المؤتمر المرتقب خطوة على الطريق الصحيح، وحذّر من أن استمرار الصراع فى سوريا سينتقل حتما إلى الدول المُجاورة.
من جانبه دعا جون ويلكس "بريطانى" وهو ممثل خاص للمعارضة السوريّة، الى حلول سياسيّة للأزمة السوريّة، كما دعا إلى إحداث توازن فى المشهد السوري عبر دعم المُعارضة سياسياً وعسكرياً .
 وأضاف "نحن أمام أفراد مُعارضين أصبحوا قياديين على الصعيد العسكري أو الإنساني ولكن ليس سياسياً، فنحن بحاجة إلى شخصيّة سياسيّة قادرة على التأثير في الميدان، نريد أن نحصل على شخص يتمتع بالطابع والرؤية".
وشهدت الجلسة التى أدارها سلمان شيخ، زميل ومدير مركز بروكنجز - الدوحة، نقاشاً مُستفيضاً ومُداخلات عديدة حول مُجريات ما يجري فى سوريا وتأثيراته وسُبل الخروج من الأزمة.
وقد شهد اليوم الأخير للمُنتدى عقد جلسة أخرى حول الرأي العربي والهوية وإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، أدارها السيد خالد الجندي، مدير مركز سابان الشرق الأوسط، فى مؤسّسة بروكنجز الأمريكيّة.
وتحدّث فى هذه الجلسة السيدة داليا مجاهد المدير التنفيذي لمركز غالوب للدراسات الإسلامية في الولايات المتحدة وسامر شحاتة الأستاذ المُشارك في الدراسات الدوليّة ومُنسّق برنامج الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما وشلبي تلحمي، زميل غير مُقيم فى مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط بأمريكا ورشاد حسين المبعوث الأمريكى الخاص لدى منظمة التعاون الإسلامى .


ورأى السيد تلحامي أن استطلاعات الرأي بيّنت عجز السياسة الأمريكيّة في التوصّل لحلول لبعض مشاكل المنطقة، وقال إن غالبيّة العرب والمسلمين لم يعودوا يثقوا في حلّ الدولتين، فلسطينيّة وإسرائيليّة.
وتطرّق إلى الخلافات بين السلطات والرأي العام العربي والإسلامي في كثير من الأمور والسياسات المحليّة والخارجيّة، واصفاً العلاقة بين الرأي العام والهويّة بأنها مسألة أعمق من أي حركة وتوجّه سياسي، كما تحدّث عن دور الإعلام وتأثيره في الثورات العربيّة. وأكد أن قضيّة فلسطين بالنسبة للعرب هي رمز للكرامة والثقة والمنظار الذي يعتمده العرب في علاقاتهم مع العالم .
من ناحيته تحدّث السيد شحاتة عن تأثر الرأي العام بالسياسة الخارجيّة للدولة وتأثيراتها عليه وعن أهميّته للقادة والحكام الذين يتوجّب عليهم أخذه في الحُسبان، مُشيراً إلى أن الكثير من السياسات تؤدّي إلى بروز الرأي العام.
وحول الموضوع نفسه تحدّثت السيدة داليا مجاهد عن العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي والأسباب التي أدّت الرأي العام العربي والإسلامي إلى فقدان الثقة في أمريكا وسياساتها، وأشارت إلى أن الرأي العام العربي كان محفزاً ومشجّعاً للثورات العربيّة.


ورأت حدوث تغيّر في نظرة الرأي العام العربي والإسلامي إلى سياسات الإدارة الأمريكيّة الحاليّة عن تلك السابقة في عهد بوش الابن، ورأت أن أوباما نقل الخلاف من ديني إلى سياسي قابل للحلّ.
أما السيد رشاد حسين فرأى من جانبه إلى أن مُستوى فقدان الثقة العالي بين الجانبين الأمريكي والعربي الإسلامي قد تراجع فى عهد الرئيس أوباما وتغيّرت النظرة الإسلاميّة والعربيّة لأمريكا بسبب تغيّر سياساتها، كما رأى أن العلاقة بين أمريكا والعالم الإسلامي في عهد أوباما أكثر إيجابيّة عمّا كانت عليه إبان سلفه.

 

وأشار إلى الجهود الحثيثة التي يبذلها وزير الخارجيّة الأمريكي جون كيري من أجل التوصّل إلى سلام في الشرق الأوسط وإلى الخطاب الذي وجّهه أوباما في مستهلّ ولايته الأولى إلى الأمّة الإسلاميّة من جامعة القاهرة فضلاً عن أن كثيراً من الأمور قد حدثت ولم تربطها الإدارة الأمريكيّة الحاليّة بالاسلام، واعتبر كل ذلك أموراً إيجابيّة.. وقال إن التركيز على التعاون في مجالات العلوم والتقنيّة ضروري نحو التوصّل إلى حلول سياسيّة.
 
المنظمون